الخميس، 23 أغسطس 2012

قرية امطي (ولاية ازكي)

إمطي
قرية قديمة من ديار مالك بن فهم الازدي في عمان تقع شمال ولاية ازكي في المنطقة الداخلية..ويعيش فيها بعض أحفاد الملك سُليمة بن مالك ن فهم الذين عادوا من مكران وكرمان بعد انهيار المملكة العربية واختلاف الأزد.. ويقول المؤرخ العماني العوتبي في كتابه الشهير : ((وجمهور بني سُليمة في أرض فارس وكرمان لهم بأس شديد وشدة وعدد كثير، وبعُمان منهم الأقل)) وتقع امطي عند الجبل الأخضر وتشتهر بخصوبة أراضيها الزراعية وبوادي امطي وكهفها المعروف بكهف الدن ووادي حلفين وبأفلاج عديدة ما يقارب سبعة أفلاج منها فلج السواد والسمدي والحدقي والمرضي وأبو غول والحديث والمحدوث.. ويعيش في القرية مع بني سليمة قبائل أخرى كقبيلة الصارمي وبني ريام وبنو توبة والعمور(العمري) وبنو حضرمي والشوامس والوردي والفهدي وبنوعوف والعمور (العميري) والشعيلي والرقيشي.. ومن المشائخ المسؤلون والمعتمدون من قبل وزارة الداخلية في وقتنا الحاضر.. الشيخ/ زهران بن زاهر بن خميس السليمي الرشيد/ علي بن سعود بن علي التوبي الرشيد/ هلال بن سعيد بن حمد السليمي الرشيد/ محمد بن منصور بن ناصر السليمي وتقع إمطي على مشارف ولاية إزكي من الجهة الشمالية وأسفل سفح الجبل الأخضر من الجهة الغربية. وكلمة إمطي كما يرى في اللغة أنها فعل أمر أي بمعنى إرتفع أو أعلو ومشتقة من مصدرها ونقول في معنى آخر مطا مطوا أي جدّ في السير وأمطى وامتطى الدابة بمعنى جعلها مطية وركبها وأعتلاها. وتمطى النهار وغيره أي امتد وطال ولها معنى آخر وفي قوله تعالى(ثم ذهب إلى أهله يتمطى) (يتمطى) بمعنى يتبختر والمطية أيظا من الدواب.. فالبعير مطية، والناقة مطية والجمع مطايا، ويحكى عند الُمعمرين بأنها سميت بإمطي لكونها تقع في مكان مرتفع. وتحتضن العديد من المعالم التأريخية التي تبرهن للزائر على قدمها وتاريخها القديم، ولعل ما يقصدها في نزهتها تلك القرى الأثرية البراقة والمتربعة في قمم الجبال وسفوحها فيراها الناظر تبرق بأسقفها الجميلة المسطحة التي بنيت بها، وبحصنها المتربع أعلى الجبل ويقال بأنها شيدت في زمن مالك بن فهم الأزدي. وتعتبر إمطي من أكبر بلدان وقرى ولاية إزكي ويقدر سكانها ما فوق ستة آلاف نسمة متوزعين في شتى حاراتها وتمتد مساحتها 13 كيلومتراً طولاً و5 كيلومترات عرضاً ومن ضمن حاراتها القديمة سكة طوي الحمراء والديرة واللمبجة والولجة وطوي الجبل والعق وحارة السواد الأثرية المبنية بالأسقف الجبلية وحارة العين، وتعتبر هذه الحارات من أقدم الحارات ويفول الشاعر:
وخذ يمينا إلى إمطي وحي بها بني سُليمة الصيد اليمانينا
إلى أن قال:
واحدوا الحيا ممطرا عين السواد لدى سفوحها الخضر في أندى روابينا





وبجانب هذه الحارات كل من حارات الشرجة وحارة طوي الجبل وبيوت الشاور، وفي الوقت الحاضر شيد الأهالي حارات حديثة مجهزة بمرافقها الجديدة، ومن بين هذه الحارات حارة القطفية وحارة الوادي وحارة الشويخية وحارة الصباك، وحارة الشكاكيع، وحارة القطف، وحارة الصرمية، وحارة الرويشية واللزاد والدية والحيدانية وأم عرانوه والبشورة والمقاتلية وطوي الصحاري وطوي اللمبجة والزام والولجة كما يوجد بها سوقها القديم الذي كان مرجعاً للسكان في القرية لشراء حاجياتهم وتوفير مطالبهم في قديم الزمان ولكن بعد ظهور النهضة الحديثة هجر ذلك السوق لبيقى تراثنا وشاهداً حاضراً لأجيال الحاضر والمستقبل. وتعد إمطي من المناطق الزراعية الخصبة التي تنتشر الزراعة بها في معظم جوانبها، ولعل ما يلفت الزائر من على بُعد عدة كيلو مترات تلك المزارع الخلابة التي تقع على مشارف القرية والتي تمتد لعدة كيلومترات وأكثرها مغطاة بغابات النخيل الوارفة ومن المزروعات التي تشتهر بها شجرة محاشي العنب (الكرم) التي تعتبر المحصول الأول في هذه القرية، كما تكثر بها أشجار القطن الطبيعي وأشجار الحنا وأشجار التين والجوافة المسمى محلياً (الزيتون)، ناهيك من مختلف أنواع النخيل والحمضيات والحبوب والأعلاف وغيرها من المحاصيل الشتوية والصيفية المتنوعة. وتعتمد هذه الضواحي الزراعية في سقاية وري محاصيلها على الأبار والأفلاج مايقارب أكثر من ثلاث مائة بئر غنية بالمياه وأكثر من سبعة أفلاج التي أوردناها سابقاً والتي تنزل من الجبل الأخضر، وتتغذى بأوديتها المشهورة مثل وادي حلفين الذي يمر وسط القرية والذي يعتبر أطول وادي في سلطنة عُمان والذي ينزل من أعلى قمم الجبل الأخضر سالكاً مشقه إلى المنطقة الشرقية ماراً بولاية إزكي وأدم والمضيبي إلى أن ينتهي به المصب في بحر العرب، ووادي إمطي الذي يأخذ اسم القرية والذي بنزل أيظاً من أعالي قمم الجبل الأخضر وهو الذي يغذي المياه الغزيرة الموجودة في باطن الأرض بالقرية، ووادي العنسلان الذي ينزل من جبال الحجر الشرقي متجهاً نحو الجهة الشرقية من القرية، وكل من هذه الأودية الثلاثة تلتقي مع بعضها البعض بقاروت الجنوبية لتأخذ مسارها لبحر العرب، ناهيك من الشعاب التي تنزل من أعالي جبال الحجر الغربي والشرقي مثل شرجة الفيق وشرجة العق وشرجة بالغاف وشراج الحلف والشراج الخمس وشرجة عزيزة، ومسمى شرجة باللهجة المحلية المتداولة معناها (شعبة) والحمع شراج (شعاب). استقطبت إمطي علماء ومشايخ أجلة سطرهم التاريخ فكانت مشهدا يجتمعون في ظله ورحابه، وفي جامعها القديم الذي لا يزال يواكب التاريخ صامداً بأعمدته وجدرانه الصماء والتي شيدت بالجص والصاروج.